تعد ألعاب القوى عروس
الألعاب الاولمبية لأنها اللعبة التي تتعدد فيها الفعاليات بشكل كبير لذا تجلب
المشاهدين لمتابعتها لما فيها من إثارة تبرز إمكانيات الفرد والجماعة في التنافس
.
تعتبر
سباقات المضمار ومسابقات الميدان من أقدم الأنشطة الرياضية التي مارسها الإنسان
ليس فقط منذ فجر التاريخ فحسب بل عندما يشتد عوده فالمشي والجري والوثب والرمي
كلها أنشطة حركية فطرية ووسائل يستخدمها الفرد لتحقيق أغراضه في كل مرحلة من مراحل
نموه وتطوره .
فقد جرى الإنسان وراء فريسته ليقتات
أو خوفا من حيوانات مفترسة في عصر الغاب وقد رماها بغرض الصيد ووثب وقفز ليعبر
جدولا أو مجرى مائيا .
وقد مثلت تلك المسابقات
في الألعاب الاولمبية سواء القديمة أم الحديثة تدريجيا حتى ظهرت بشكلها الحالي للرجال
والنساء حيث عرفت على مستوى وطننا العربي بألعاب القوى قوى الجري وقوى الوثب وقوى
الرمي وقد لقبت بأم الألعاب تارة وعروس الدورات الرياضية أخرى لأهميتها لبناء
الفرد بدنيا وصحيا ونفسيا هذا بالإضافة إلى استمتاع المشاهدين لمسابقاتها المختلفة
مثلها في ذلك مثل الألعاب والفعاليات الرياضية الأخرى فكلها تعمل على تنمية
القدرات البد نية من قوة وسرعة وتحمل ورشاقة ومرونة والتي لها مردود ايجابي على
تطور المهارات الرياضية المختلفة عند اللاعبين كما أن لها تأثيرا ايجابيا على نمو
الشخصية المتزنة وخصوصا في مراحل التطور المختلفة للإنسان .
إن سباقات المضمار ومسابقات الميدان ممكن أن
تمارس على مستويين الأول وهو مستوى الممارسة لغرض شغل أوقات الفراغ بما
يعود على الممارس بالصحة والسعادة أما الثاني فتمارس على مستوي قطاع البطولة
(رياضة المستويات ) حيث يلعب الزمن والمسافة كمقياسين ودالة ومؤشر لتقدم المستوى
الذي يسعى لتحطيمه كل الممارسين من الأبطال سواء على المستوى الشخصي أم المحلي أم
الدولي أم الاولمبي .
وتحتل ألعاب القوى مكانة هامة
في جدول الأوسمة حيث يبلغ رصيدها أعلى من جميع الفعاليات الرياضية الأخرى لذا فإن
لها الدور الكبير في تسلسل الدول في النتيجة العامة في الدورات الأولمبية والقارية
والإقليمية كما أن ألعاب القوى تحتل وضعا مميزا في مجال كليات ومعاهد التربية البد
نية بين الدروس الأخرى حيث تحضي بأربع ساعات أسبوعيا لأهميتها
تمهيد :
يعتبر
جري المسافات الطويلة والمتوسطة من السباقات التي ترتبط بعنصر الجلد ( التحمل )
ارتباط كبيرا ولذلك سميت بسباقات الجلد أو سباقات التحمل .
وسباقات
المسافات المتوسطة والطويلة كثيرة ومتعددة حيث تبدأ بسباق 800م وتنتهي
بسباق الماراثون 145م : 42كم كما أنها متباينة المستوى إما حسب العمر أو الجنس أو
العمر التدريبي وعلى ذلك يمكن أن تزاول من قبل المتسابقين إما في المضمار أو على
الطريق أو بين السهول والجبال أو على شكل سباقات اختراق الضاحية والتي تزاول بين
المروج أو المزارع هذا بالإضافة إلى سباقات المشي حيث يمكن مزاولتها والتدريب عليها
إبتداءا من كيلومتر واحد حتى 50 كيلومتر .
وتمثل
سباقات المسافات المتوسطة والطويلة وضعا خاصا ومميزا في الجدول الأولمبي والعالمي
لألعاب القوى حيث تتمثل في السباقات التالية للرجال والنساء .
1-1 : أنواع
السباقات الطويلة
:
3000م جري
رجال وسيدات
3000م موانع
رجال
5000م ، 1000م
رجال وسيدات
جري الماراثون 195م : 42كم رجال وسيدات
20كم ، 50كم مشي
رجال
5كم ، 10 كم مشي
سيدات
1-2 :
سباقات اختراق الضاحية :
ظهرت سباقات الضاحية في وسط أوربا في القرن الثامن عشر ولم تكن معرفة
أيام الإغريق . لقد دخلت ضمن برنامج الألعاب الأولمبية الحديثة في الدورة الثانية
في باريس عام 1900 م حيث كانت لمسافة 5 كم كما تؤدى بين الفرق . وفي دورة سانت
لويس في عام 1904 كانت لمسافة 4 ميل للفرق . وفي دورة لندن عام 1908 كانت لمسافة 3 ميل
للفرق . أما في دورة استكهولم عام 1912 فقد كانت لمسافة 3 كم للفرق ، 8 كم للفرق . ولكن في دورة
أنتورب 1920 وفي دورة
باريس 1924 كانت سباقاتها لمسافة 3 كم فرق و 10 كم فردي وألغيت بعد ذلك من الدورات
الأولمبية حتى يومنا هذا
.
1-3 :
قصة سباق الماراثون :
في عام 490 ق.م أرسل ملك الفرس ) داريوس ( القائد ) هيبياس ) وهو أحد طغاة
أثينا السابقين على رأس جيش ليحتل أثينا فنزل هيبياس بجيشه إلى (الماراثون
) وهو سهل يبعد عن أثينا زهاء 26 ميلا ليتقدم من هناك إلى أثينا لإحتلالها . فأرسل
الأثينيون (فيد يبدوس )أحد الأبطال الأولمبين السابقين كرسول حتى يتمنكوا
من الحصول على نجدة من سبارطة ، فجرى البطل عبر الأنهار وتسلق الجبال حتى وصل إلى
أسبارطة ، فانتفض أهلها لنجدة الأثينيين ثم عاد بعد ذلك لينتظم في خدمة الجيش اليونانى
.
صمم جيش الفرس على إحتلال أثينا خلسة عن طريق
البحر فتقدم الأثينيون بقوات كبيرة شطر الجبل فقطعوا خط الرجعة على جيش الفرس بعد
أن قضوا على 20 ألف مقاتل في سهل ماراثون .
وهنا كلف جيش أثينا النتصر بطلهم ( فيديبوس) ليبشر أهالي أثينا
بالإنتصار فركض البطل مسافة 26 ميلا بأقصى سرعة حتى وصل إلى أثينا وهو يلهث
(أفرحوا لقد انتصرنا ....) ثم سقط جثة هامدة أما فكرة ضم هذا السباق
إلى برنامج الأعياد الأولمبية عام 1896م يرجع إلى العرض الذي قدمه ميشيل بريال أحد
مندوبي فرنسا في مؤتمر سنة 1894 لإحياء الأعياد الأولمبية القديمة إلى البارون
كوبر تان الذي أحيا الأعياد الأولمبية الحديثة معلنا أهدافه درعا لهذا السباق
تخليدا للعمل البطولي الذي قام به البطل الأولمبي القديم (فيدبيوس ) . ومنذ ذلك
الوقت حتى الآن يقام سباق الماراثون وطول مسافته 42.195 كم في الألعاب الأولمبية .
2. الإعداد البدني والمهاري والنفسي :
2-1: الإعداد البدني:
يمثل الإعداد
البدني المبني على الأسس الفسيولوجية العمود الفقري لجري المسافات الطويلة حيث
تطورت النظريات الفسيولوجية في مجال التدريب الرياضي في خلال الربع القرن الماضي
تطورا كبيرا مما كان له الأثر الكبير في تقدم تلك المستويات وبذلك يعتبر الإعداد
البدني العنصر الأهم بين مكونات المستوى لمتسابقي المسافات الطويلة .
ويتمثل الإعداد البدني في العناصر البد نية
الخاصة بها وسبل تنميتها وعلى ذلك يلعب عنصرا الجلد الدوري التنفسي والسرعة دورا
ايجابيا وفعالا في التقدم بمستوى تلك السباقات كأهم عنصرين ونتيجة لاهتمام
المدربين بهذين العنصرين وعلى مدى قرن مضي من التدريب ويظهر الجدول التالي بعض
الأرقام القياسية من 1912 -1990م.
2-1-1 : الجلد العام
: يعرفه ( شتيلر ) Schteler بإمكانية مقاومة التعب عند الأداء الحركي لمدة طويلة ، إما سيميكر
Simiker فيعرفه (بإطالة الفترة التي يحتفظ بها الفرد بكفاءته البد
نية وارتفاع مقاومة الجسم للتعب ضد المجهود أو المؤثرات الخارجية الطبيعية ) وبذلك
يعتبر الجلد العام عنصرا أساسيا لتحسين مستوي المسافات الطويلة والمتوسطة .
2-1-1-1: طرق
تنمية الجلد العام : يمكن استخدام الجري لمسافات طويلة باستخدام الحمل المستمر
والتدرج به حتى الوصول إلى استخدام طريقة التدريب الفتري الأقل شدة ، حيث
لا يحتاج اللاعب إلى شدة عالة في الأداء بقدر احتياجه إلى حجم الجري ، وبذلك يعتبر
أسلوب الفارتلك وجري التلال كنظامين هامين لتنمية الجلد العام .
2-1-1-2 : الجلد
الأساسي : يعرف الجلد الأساسي عن (شمولونسكي ) بأنه مقدرة اللاعب في التغلب
علي التعب أثناء تأدية حمل جلدي طويل سواء كان إنجاز هذا الحمل بسرعة منخفضة أو
متوسطة أو عالية ) ، وبذلك تتوقف طرق تدريب الجلد الأساسي على طول المسافة الخاصة
بالسباق أو التدريب ، ولذلك فهو هام لجميع سباقات المسافات المتوسطة والطويلة
والمشي ، ولذلك يمكن استخدام أسلوبي الفارتلك وجري التلال ، بالإضافة إلى جري
اختراق الضاحية أو الجري علي أرض المضمار لمسافات طويلة وذلك بغرض تنمية الجلد
الأساسي .
2-1-1-3 : السرعة والقوة العضلية: يلعب
عنصر السرعة إلى جانب تنمية الجلد عامة دورا رئيسيا في تحسين المستوي بالنسبة
لسباقات المسافات المتوسطة والطويلة وخصوصا عند جري800م وذلك بعد 50م وحتى80م
باستخدام طريقة التدريب الفتري سواء الأقل شدة أو الشديدة . فكلما قصرت مسافة سباق
الجري كلما احتاج المتسابق إلى تنمية عنصر السرعة أكثر ،
2-1-2 : الجلد الخاص : يعرف
جاندلزمان ( Gandels Man )الجلد الخاص بأنه (عبارة عن إمكانية الرياضي في إنجاز عمل خاص
ومؤثر حسبما يتطلب خذا العمل من زمن ) أي سرعة . وعلي هذا يختلف الجلد الخاص من
سباق إلى أخر وحسب ما يتطلبه السباق من كل ونوع الجلد والذي يتناسب مع طول مسافة
السباق ، حيث يتطلب من المتسابقين جهد معين والمتمثل في طاقة الحركة المبذولة
للسباق .
وبذلك قسم شولسن ( scholich )
الجلد الخاص تبعا لطول مسافة السباق إلى ثلاثة أنواع وكما يلي :
2-1-2-1 : الجلد ذو الزمن
القصير: يقع في مجاله كل السباقات التي يمكن إنجازها في حدود (دقيقتين) من
الزمن حيث يظهر نقص الاحتياج إلى الأكسجين والذي يتسبب عن قلته التعب وبذلك فإن
مستوي تلك السباقات يتوقف وبصورة كبيرة على جلد السرعة والذي له ارتباط كبير
بالتفاعلات البيوكيميائية اللاهوائية في العضلات واللازمة لإنتاج الطاقة
اللاهوائية
2-1-2-2 : الجلد ذو
الزمن المتوسط : ويقع في مجاله كل السباقات التي تنجز أكثر من (دقيقتين) وحتى (ثمان)
دقائق من الزمن حيث تحتاج كل السباقات والتي تتحدد من السباق 800م وحتى 3000م حيث
تتميز بشدة أقل من القصوى في الأداء وعلى ذلك تعتمد المستويات العليا لتلك
السباقات على الطاقة الناتجة من التفاعلات البيوكيميائية الهوائية " Aérobic system " وذلك حتى منتصف السباق أو ثلثيه وحسب مستوى المتسابق وبعد
ذلك يظهر النقص في أكسجين العضلة وتبدأ التفاعلات البيوكيميائية اللاهوائية لغرض
إنتاج الطاقة اللازمة وعلى ذلك ترتبط العمليات اللاهوائية في العضلة لظهور التعب
وبذلك يعمل مستوى التفاعلات البيوكيميائية اللاهوائية والهوائية على الحفاظ علي
السرعة وذلك في النصف أو الثلث الأخير من السباق
2-1-2-3 : الجلد ذو الزمن
الطويل : يقع في مجاله سباقات الجري والتي يستمر دوامها أكثر من (ثمان) دقائق
وبالنسبة للاختلافات الفسيولوجية البيوكيميائية في احتياج الطاقة لتلك السباقات
يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجالات حيث تعتمد تلك المجالات على مصادر الطاقة من المواد
الكربوهيدراتية والدهون الموجودة بالعضلة إلا انه في المجال الثاني والثالث حيث
تطول المسافة تحتاج أكثر إلى المواد الدهنية إن الفرق بين ثلاثة أنواع السابقة
الخاصة (بالجلد الخاص) تتميز من خلال ما هو واضح في الجدول التالي
· كلما قصرت مسافة الجري زاد الاحتياج إلى السرعة القصوى
وزاد بذلك العمل اللاهوائي وزاد الاحتياج إلى الأكسجين
· كلما قصرت مسافة الجري زاد
الاحتياج إلي جلد السرعة وجلد القوة والقوة المميزة بالسرعة
· كلما طالت المسافة زاد الاحتياج إلى الجلد الخاص
والعام وزاد العمل الهوائي وذلك بعد المرور بمرحلة العمل اللاهوائي .
2-1-2-4 : طرق تنمية الجلد
الخاص : يذكر شمولونسكي ( Schmolonisky ) أنه لتحسين الجلد الخاص يمكن استخدام طريقة
التدريب الفتري الشديد والتدريب التكراري ذي شدة العالية والتي تتناسب مع
قدرة الأعضاء الداخلية للجسم على العمل مع ملاحظات مكونات الحمل الأخرى من حجم
وراحة وتكرار هذا بالإضافة إلى استخدام أسلوب الفارتلك ( fahrtlek ) وجري التلال وذلك في موسم الإعداد وخصوصا
موسم الإعداد الخاص .
2-1-2-4-1 : جري الفارتلك: طريقة
سويدية قديمة لتنمية عنصر(التحمل ) وقد استخدمها المدربون السويديون بمعنى جري
ولعب أي اللعب بالسرعة حسب قدرة ورغبة اللاعب وتؤدى تلك الطريقة إما على أرض ممهدة
أو غير ممهدة حدائق مروج غابات .....الخ وبذلك فهذا أسلوب تدريبي مبني أساسا على
تغير في السرعة ما بين جري سريع – بطيء – متوسط وكما هو معروض في المثالين
التالين :
مثال (1) : جري 2ميل
سرعة أقل من المتوسطة + 6 أو 8 ميل مرتفعات ومنخفضات + 5 ميل دحدحة
+ 3/4 ميل (جري ثابت ) + 200م * 4 – 5 مرات السرعة (عن سايكس )
مثال (2) : يبدأ
الجري 1500م سرعة متوسطة أو أقل من المتوسطة على أرض ممهدة + جري 600م دحدحة + 40م
سرعة عالية + 200م دحدحة + 400م سرعة عالية + 200م دحدحة + 600م جري سريع + 200م
دحدحة +1000م سرعة متوسطة + 400م دحدحة +400م صعود التل +1500م سرعة متوسطة على
أرض غير ممهدة +3*100 سرعة + 600 سريع + 200م دحدحة + 400م صعود التل + 400م دحدحة
+1000م سرعة متوسطة +1200م سرعة أقل من المتوسطة .(عن هاري ويلسون ) ترجمة علي
رياض .
2-1-2-4-2 : جري التلال :
يعتبر جري التلال أسلوبا هاما لتنمية جلد السرعة حيث لا اختيار
للمسافات فهي مسافات وأرض طبيعية ذات مرتفعات حيث العمل ضد الجاذبية ( concentric ) ومنحدرات العمل مع الجاذبية ( Eccentric ) فالنسبة بين تغيير السرعات أقل بكثير كما هو
في أسلوب جري الفارتلك ولكن التركيز في ذلك الأسلوب التدريبي على بذل القوة
العضلية مع التحمل حيث يحكم اللاعب الأرض من علو وانحدار وبهذا فهذه طريقة فعالة
لتنمية تحمل القوة إلى جانب تحمل السرعة ولذا ينصح باستخدامها في موسم الإعداد
العام جنبا إلى جنب مع أسلوب التدريب الفارتلك .
2-2 الإعداد المهاري: يقصد
بالإعداد المهاري في مجال جري المسافات المتوسطة والطويلة تعليم وتثبيت وتقدم
بتكتيك مهارات الجري المختلفة ، وبذلك فإن اكتساب التكنيك الجيد سواء ما يخص أداء
الخطوة أو وضع الجذع أو حركات الذراعين أثناء الجري ، يعمل علي تقدم المستوي
الرقمي ، إلا أن هناك آراء مختلفة بالنسبة لأهمية التكنيك لجري المسافات المتوسطة
والطويلة ، حيث يرى البعض أن الجري ما هو إلا مهارات حركية أساسية وسلوك حركي
طبيعي لا يحتاج إلى معلم أو مدرب لتحسينه حيث أنه يكتسب وينمو فطريا ، ولكن الأهم
هو تنمية العناصر البد نية الخاصة بكل سباق والتي تكلمنا عنها والتي تعتمد على
أسلوب التدريب من خلال الحمل اليومي والأسبوعي والشهري ...الخ.والمتمثل في الدورات
ا لتدريبية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة .
فكثير من أبطال العالم سواء في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية أو
أسيا لا يتمتعون بتكنيك جيد ومع ذلك وصلوا بأرقامهم إلي مستوى متقدم ...بل إلى
أرقام العالم ، ومع اقتناع الكثيرين بعدم أهمية التكنيك للمستوى الرقمي لسباقات
الجري عامة ، إلا أن بعضهم يضع أهمية كبرى على التكنيك حيث أظهرت نتائج كثير من
الأبحاث في هذا المجال أهمية التكنيك بالتقدم بالمستوى الرقمي ، وخصوصا عند تعلم
الشكل الأولي لحركات الجري عند المبتدئين والناشئين بغرض اكتساب التصور الصحيح
للأداء الحركي ، وحتى لا يكتسب المتعلم أخطاء والمتمثلة في الحركات الزائدة
والغريبة عند أداء الخطوة والتي تعمل على إعاقة الحركة ومن ثم السرعة .
إن
تصحصح الخطأ من أخطاء التكنيك يعطي اللاعب فرصة كبيرة في اقتصاد الجهد المبذول حيث
يمكن توجيه هذا الجهد في اكتساب السرعة ، وبذلك لا يتوقف تحسين التكنيك عند مستوى
معين ، بل يجب أن يراقب المدرب لاعبيه أثناء الجري ، ومن ناحية أخري يمكن من خلال
أداء المتسابق للتكنيك معرفة ما بنقصه من قدرات بدنية سواء عامة أو خاصة حيث
ارتباط تلط القدرات بالتكنيك ، وبذلك يعتبر التكنيك الجيد مؤشرا لحالة اللاعب
التدريبية .
2-1 : النواحي الفنية لجري
المسافات المتوسطة والطويلة :
2-1-1 : البدء العالي : يبدأ
متسابقى المسافات المتوسطة والطويلة من وضع البدء العالي ما عدا متسابقوا 800م
فيبدءون سباقاتهم من الوضع المنخفض ، حيث لا يحتاج المتسابقون بدء بسباق 1500م إلى
سرعة انطلاق كبيرة كما في بدايات سباقات المسفات القصيرة ، هذا من ناحية ومن ناحية
أخرى لا يتطلب هذا الوضع من البدء مواصفات تكنيكية صعبة كما في البدء المنخفض ،
وعلى ذلك يقف المتسابقون على بعد أمتار من خط البداية .
وعندما ينادي ( إذن البدء) : خذ
مكانك ، يقترب المتسابقون خلف خط البداية مباشرة دون لمسه مع أخذ وضع الخطوة ،
وبذلك يوزع وزن الجسم إما على القدمين أو على القدم الأمامية وبحيث تكون الذراع
المقابلة للقدم الأمامية ، أمام داخل الجسم ، والذراع اليسرى بجانب الجسم وعلى ذلك
تكون الذراعان منثنيتين قليلا وفي حالة استرخاء تام ، مع انثناء خفيف في الركبتين
وميل بسيط للجذع للأمام ، وعند سماع طلقة المسدس، ينطلق المتسابقون وذلك بإزاحة
مركز الثقل للأمام مع مد الرجل الأمامية وسحب الرجل الخلفية سريعا لأخذ الخطوة
الأولى في السباق . وعلي ذلك فلا يمكن مقارنة الخطوة من خطوات جري المسافات
المتوسطة والطويلة إذا ما استثنينا سباق 800م ، بالخطوة الأولي في سباقات المسافات
القصيرة حيث لا يتطلب التعجيل بالسرعة ، وبذلك تبدأ مرحلة تزايد السرعة عند جري
المسافات المتوسطة والطويلة بتزايد متباطئ حيث تنتظم الخطوة بعد ذلك حيث يتوقف طول
تلك المسافة على مسافة السباق ، فكلما قلت مسافة السباق زادت السرعة نسبيا .
2-1- 2 : وضع
القدم على الأرض أثناء الجري : يختلف وضع القدم أثناء جري المسافات المتوسطة
عنه في الطويلة ، ففي المسافات المتوسطة يبدأ المتسابق بوضع منتصف الحافة الخارجية
للقدم ، أما في المسافات الطويلة فيكون وضع القدم خلف تلك المنطقة ، وسواء عند جري
المسافات المتوسطة أو الطويلة وبعد وضع القدم على الأرض يضغط المتسابق بكامل وزن
جسمه على كامل القدم لفترة قصيرة جدا ، وبسرعة يدفع الأرض بكامل القدم لمتابعة
الجري .
2-1-3 : وضع القدم
الأمامية من مركز ثقل الجسم : يبدأ المتسابق بوضع قدم الاستناد على الأرض وذلك
أقرب ما يكون إلى العمود النازل من مركز ثقل الجسم ، وذلك بخلاف عدو المسافات
القصيرة ، حيث يكون وضع القدم بعيدا عن تلك المنطقة ، وبذلك تكون حركات القدمين
قريبة من الأرض عند جري المسافات المتوسطة والطويلة ، هذا يعني انخفاض مركز ثقل
الجسم أثناء أداء الخطوة لحظة الطيران ، وبذلك يقل طول الخطوة عنه في سباقات
المسافات القصيرة وهذا ما يوضحه الجدول التالي :
مقارنة بين خطوتي الجري والعدو :
نوع الخطوة
|
الطول
|
التردد
|
السرعة م/ث
|
وضع القدم بالنسبة لمركز الثقل
|
ارتفاع مركز الثقل أثناء الطيران
|
قوس الطيران
|
بعد القدم عن الأرض أثناء الحركة
|
عدو
|
من190سم
إلى
220سم
|
سريع
4.41 مرة
كل ثانية
|
100
10
200م 9.6
400م
8
|
بعيد عن الخط العمودي النازل من مركز الثقل
|
عالـــــــــــــي
|
عالــــــــــي
|
مرتفــــــــع
|
جري
|
من 135سم إلى
215سم
|
بطئ
من 2.8
إلى
3.4
مرة
في الثانية
|
800م
7.72
1500م
7.07
5000م
6.31
10000م 6.06
ما راثون
5.47
20كم مشي 3.98
50كم مشي 3.58
|
قريب من الخط النازل من مركز الثقل
|
منخفــــــــــــض
|
منخفــــــــض
|
منخفـــــــض
|
2-1-4 :وضع الجذع وحركات
الذراعين : يأخذ الجسم استقامته أثناء الجري ويسمح بميل بسيط وفي حدود خمس درجات
للأمام ، وبذلك تتحرك الذراعان حركة بندوليه من الكتفين مع تغيير بسيط في مفصل
الكوعين حيث تتغير الزاوية من 90 درجة إلى 110 درجة عند مرجحة الذراع للخلف ، وعلى
ذلك إما أن تكون حركة الذراعين متوازية مع الجسم أو للأمام والداخل قليلا ، وبذلك
تعمل تلك الحركات وبتوافقها مع حركات الرجلين إكساب الخطوة الإيقاع الجيد والموزون
، وهناك بعض المتسابقين يتعودون تحريك حد الكتفين بإيقاع منتظم مع حركات الذراعين
والرجلين بشكل توافقي (هارموني ) وعندما تكون تلك الحركات ببساطة وبالشكل التوافقي
فلا تعتبر خطأ تكتيكي .
2-2 .
توزيع الجهد على مدار السباق :
إن المستوى العالي في جري المسافات الطويلة
لا يتوقف على مدي الاقتصاد في الحركات المبذولة أثناء السباق فقط ولا على مستوى
العناصر البد نية الخاصة فقط ، بل بالإضافة إلى ذلك يعتبر التوزيع الأمثل لجهد
المتسابق ضرورة من ضرورات تحقيق مستوي أفضل ، والذي يظهر من خلال إيقاع الخطوة
وانسيابها حتى نهاية السباق .
إن التردد المنسجم للخطوة مع طولها
على مدار السباق يعطي المؤشر الحقيقي للسرعة وعلى ذلك يظهر توزيع جهد السباق من
خلال التدريب الخاص بكل لاعب.
2-3 : الأعداد النفسي
:
يعتبر الإعداد النفسي للرياضيين عامة
ولمتسابقى المسافات الطويلة والمتوسطة خاصة مكونا هاما وأساسيا لمستوى لاعبي تلك
المسافات ، حيث يسهم إسهاما إيجابيا وفعالا بالتقدم بالمستوى
الرقمي . ويتضمن الإعداد النفسي تهيئة المتسابقين وتجهيزهم على
ظروف المنافسات من حيث الزمان والمكان والمتنافسون أنفسهم ، فبالنسبة للزمان يتمثل
في التوقيت الخاص بالمنافسات والذي يتزامن مع مواعيد التدريب وهنا يلعب الإيقاع
الحيوي دورا كبيرا ، أما ما يخص المكان فيتمثل في تدريب المتسابق في أماكن و
مضمارات وفي ظروف مناخية ......مختلفة مع إعطاء الفرصة للاحتكاك بمستويات متباينة
ذات المستوى الأعلى والأقل حتى يخلق عند المتسابق ، وتنمي عنده الدوافع والاتجاهات
الإيجابية نحو المسابقة مع كسر عامل الخوف منها .... وبذلك تتكون عنده
القناعات الحقيقية والمعارف العلمية والقيم الخلقية كل ذلك يعد له اللاعب
إعداد طويل المدى ، هذا بالإضافة إلى الإعداد القصير المدى والذي يسبق المسابقة
إما بوقت قصير أو قبل المنافسة مباشرة والتي يجب أن يعد لها المتسابق .
وعلى ذلك يجب أن يسير الإعداد النفسي جنبا إلى جنب
مع كل من الإعداد البدني والمهاري .... حتى تكتمل المكونات الرئيسية للمستوى ،
وعلى ذلك فتدريب المتسابق على السمات الإرادية الخاصة كالمثابرة والهادفية
والشجاعة وضبط النفس والتصميم وقوة الإرادة والتحلي بروح الكفاح من السمات الواجب
غرسها وتنميتها عند متسابق المسافات المتوسطة والطويلة .
2-3-1 : الاختبارات
النفسية و العصبية للاعبي ألعاب القوى:
يلزم إجراء العديد من الاختبارات النفسية والعصبية سواء لاختبار
اللاعب المناسب لممارسة رياضة ألعاب القوى أو لتقييم اللاعب ومتابعته,ويجب أن تجرى
هذه الاختبارات المتنوعة بواسطة أخصائي علم النفس الرياضي,ونذكر هنا بعض أسماء
الاختبارات ذات القيمة الفنية في هذا المجال
1-اختبار لايبرنيث لمعرفة درجة تركيز اللاعب (جيد إذا حصل
على أكثر من 36نقطة)
2-اختبار درجة توزيع الاهتمامات النفسية براجا(جيد إذا حصل على أكثر
من73نقطة)
3- التوافق البصري مع الحركة العضلية(تارساج):(اختبار جيد إذا
حصل على أكثر من18نقطة
4-اختبار مرك لقياس رد الفعل الفسيولوجي النفسي:وذلك بمعرفة رد
الفعل الصحيح للاستشارات السمعية و البصرية(432نموذج,مع23استشارة).
5-اختبار كاتل النفسي(مقياس العوامل الستة عشر):ويصلح هذا
المقياس لما فوق سبعة عشر عاما,وذلك لمعرفة السمات الشخصية النفسية التنافسية
للاعب ومقدار القلق النفسي لدى الرياضي و هل يناسب ممارسة رياضة ألعاب القوى من
عدمه.
كما نشير هنا لأهمية الدراسات و البحوث المتعلقة بعلم النفس الرياضي
للاعب ألعاب القوى و اثر التشجيع و الدافعية النفسية عليهم من الإداريين و
المتفرجين,مع اثر على النفس الاجتماعي و الدراسات الاجتماعية البيئية عليهم.
ولا يمكن بطبيعة الحال إغفال
الاستعدادات الو راثية والفطرية والقدرات الخاصة ,وكذلك المزاج النفسي الخاص
للاعبين ونقصد بذلك مجموعة الصفات التي تميز انفعالات الفرد عن غيره في نوع
الاستجابة ألانفعاليه ويتوقف ذلك أساسا على العوامل الو راثية وطبيعة تكوين الجهاز
العصبي والغدد الصماء في الجسم والضر وف البيئية المحيطة.
كما أن ألعاب القوى كرياضة تتطلب قدرا
كبيرا من الذكاء كمفهوم يصف السلوك لتميز اللاعب الناجح بسرعة الفهم والاستيعاب
والتعلم والقدرة على الإفادة من الخبرات السابقة في التدريب.
6- مقياس كنيون النفسي :لقياس الاتجاهات نحو ممارسة النشاط
البدني ,ويتميز هذا المقياس باتجاهاته الستة نحو:
1-النشاط البدني كخبرة اجتماعية.
2-النشاط البدني كخبرة توتر نفسي .
3-النشاط البدني كخبرة جمالية.
4-النشاط البدني لخفض التوتر النفسي.
5-النشاط البدني للصحة واللياقة العامة و الخاصة.
6-النشاط البدني كخبرة للتفوق الرياضي.
7- مقياس تيلور للقلق النفسي :وذلك
لقياس درجة توتر اللاعب نفسيا.
8- اختبار مينسوتا للشخصية النفسية :والذي
وضعه العالم ماكنلي 1940م وهو عبارة عن 550سؤالا.
9- مقياس الدافعية النفسي الرياضي :وقد
اشتهرت به جامعة كاليفورنيا بأمريكا,وفيه يتعرف المدرب على مقدار الدافعية النفسية
لدى الناشئ,وهل هي ملائمة لممارسته رياضة ألعاب القوى من عدمه, حيث أن هناك مقاييس
ثابتة لنوعية وتأثير الدافع النفسي لدى الفرد للممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.
وهناك حاليا معهد يسمى بمعهد الدافعية
النفسي الرياضي وله مقياس معروف باسم (مقياس الدافعية الرياضي)والذي وضعه العالمان
الأمريكيان (أوجلين,تاتكو)وقد وجدان لاعبي ألعاب القوى يتميزون عن غيرهم من
الرياضيين بانخفاض نسبي في الضغط وارتفاع معدلا ت التوتر النفسي لديهم فيما قبل
المنافسات .
واستكمالا لتدريب اللاعبين الدوليين في جو
نفسي وكمثال فان بعضهم يتدرب بإرشادات أخصائي علم النفس الرياضي على أداء مسابقاته
مع سماعه لتسجيلات صوتية لهتافات حتى يتعود أداء مبارياته في هذا الجو المشحون وهو
في حالة استرخاء نفسي نسبي .
3-1 : طرق التدريب :
إن
التقدم المستمر في المستوى جري المسافات المتوسطة والطويلة يعتمد أساسا على
إمكانية استخدام طرق وأساليب التدريب المناسبة وربطها مع مكونات الحمل اليومي
والأسبوعي والموسمي والسنوي والتي دلت عليه نتائج البحوث الميدانية في هذا المجال
. وبذلك تتوقف نتائج اللاعبين ومستوياتهم على مدى استخدام المدربين أحدث ما وصل
إليه الباحثون في طرق التدريب في مجال بحوث فسيولوجيا التدريب الرياضي ، حيث يمكن
تعديل أو تغير بعض الطرق واستبدالها بأخرى نتيجة لذلك . وقد أشار هارا ومنذ بداية
الستينات من هذا القرن بأن التدريب اليومي للمسافات المتوسطة والطويلة يلفظ أسلوب
يومين أو ثلاثة راحة أسبوعيا ، هادفا من ذلك زيادة حجم التدريب
والذي يصل إلى التدريب اليومي وما له من تأثير ايجابي على مستوى
اللاعبين وتقدم أرقام الجدول .
عند استعراض طرق التدريب المختلفة في مجال وما يخص سباقات
المسافات المتوسطة والطويلة ، نجد تأثيرها الفعال على تقدم المستوي من خلال
الأمثلة التالية :
3-1-1 : طريقة
تدريب الفار تلك " مناورات السرعة "
وتسمى تدريبات فار تلك " مناورات السرعة " أو تدريب المحطات
، وهو تدريب من اصل اسكندنافي يستخدم في تدريب لاعبي جرى المسافات المتوسطة
والطويلة ، وجرى الماراثون ، واختراق الضاحية ، والموانع في ألعاب القوى . وذلك
لزيادة إنتاج الطاقة الكيميائية الحيوية الهوائية " دورة كربس " ويتميز
هذا النوع من التدريبات بالجري بسرعات مختلفة بطيئة ـ سريعة ـ اجتياز موانع ...
الخ كما تتخلله أيضا تدريبات عامة ، وتتغير سرعة النبض فيه بتغير شدة الجهد
المبذول لتتراوح ما بين 130 – 180 نبضة في دقيقة .ويؤدى تدريب فارتلك إلى
تغييرات فسيولوجية متنوعة منها تقوية الأربطة والأوتار العضلية وعضلات اللاعب ،
وزيادة حجم جدار القلب "القلب الرياضي " ، وزيادة عدد كريات الدم
الحمراء ، وزيادة نسبة بالعضلات والمتفتحة للمشاركة في المجهود البدني ، وبالتالي
زيادة في كفاءة الجهاز الدوري التنفسي للاعب وزيادة كفاءة إنتاج الطاقة الكيميائية
الحيوية الهوائية لديه .
3-1-2 : طريقة التدريب الاستمراري.
ويعرف التدريب الاستمراري بالتدريب الكمي ، وهو الجري بسرعة بطيئة
نسبيا قد تصل إلى30 كيلو متر/ساعة ليصل معدل القلب إلى140 – 150
نبضة في الدقيقة ، وذلك بدون فترات راحة ، ويستخدم هذا النوع من التدريب
لإعداد وتأهيل لاعبي المسافات الطويلة ، الماراثون ، واختراق الضاحية ولاعبي
اجتياز الموانع لزيادة إنتاج الطاقة الكيميائية الحيوية الهوائية لديهم "
دورة كربس "
ويؤدى التدريب الاستمراري إلى تغيرات
فسيولوجية منها تغيير حجم جدار عضلة القلب " القلب الرياضي " وزيادة عدد
كريات الدم الحمراء ، ونسبة الهيموجلوبين في العضلات وزيادة نسبة تفتح الشعيرات
الدموية الموجودة في العضلات كما يساهم أيضا في زيادة حجم الألياف العضلية للاعب ،
وبالتالي يزيد من كفاءة أجهزة الجسم الفسيولوجية وخاصة الجهاز الدوري التنفسي
وتزداد نسبة استهلاك الأكسجين عند المجهود وبالتالي كفاءة إنتاج الطاقة والأداء
البدنى للاعب .
كما أن التدريب بالحمل الاستمراري يزيد من درجة الكفاح النفسي للاعب
في سبيل بذل الجهد الدائم مما يساعد على الارتقاء بالسمات الإرادية النفسية والتي
هي من قواعد التفوق في رياضات التحمل التنافسي. وتتراوح شدة حمل التدريب
الاستمراري ما بين 25ـ 75 % من أقصى قدرة للاعب وحتى يصل لمرحلة التعب.
وكما ذكرنا لا تتخلل هذا النوع من التدريبات فترات راحة بينية حيث يعمل الجسم في
حالة من الثبات النسبي ، وإهمال المدرب للتشكيل الصحيح لحمل التدريب ( شدة وحجم
التدريبات ) يسبب زيادة ما يسمى "بالدين الأكسجيني " أي قيام العضلات
بعمل في غياب الأكسجين والتي لا تعوض إلا في فترة الراحة التالية والتي تسمى بفترة
الاستشفاء من المجهود .
وبالنسبة للناشئين نشير هنا إلى
احتمال وصولهم إلى مراحل الإرهاق إذا ما زادت التدريبات الاستمرارية عن 30 دقيقة ،
ونرى أن تتخلل تدريباتهم الاستمرارية فترات مشي كل خمسة دقائق مجهود .
وتعمل تلك الطريقة على
تحسين الجلد العام وخصوصا في موسم الإعداد وتتميز بشدة من 40 - 60 وحجم
تدريب من 10 -40 كم جري وبدون راحة لمتسابقى المسافات المتوسطة والطويلة .
v 10 -15 كم جري في 45 -60 ق بدون راحة
v 25 -30 كم جري في حدود ½*1 إلى ½*2 ساعة بدون
راحة
30 -40 كم جري في حدود ½*2 إلى ½*3 ساعة بدون راحة
3-1-3 : : طريقة التدريب الفتري:
(المنخفض الشدة والمرتفع الشدة )
وتتميز طريقة التدريب الفتري بالتبادل لبذل الجهد والراحة ، وتنسب
كلمة الفتري إلى فترة الراحة البينية بين كل تدريب والتدريب التالي له .
وأول من دون طريقة التدريب الفتري وهو
العالم الفسيولوجي رايندل، وأول من استخدمها هو العالم الألماني هاربيج ، وأشهر من
استخدمها واستطاع تحطيم عدة أرقام قياسية عالمية واولمبية هو لاعب جرى المسافات
المتوسطة والطويلة التشيكي " زاتوبيك " والذي لقب بالقاطرة البشرية ،
وارتبطت طريقة التدريب الفتري باسمه .
ونشير هنا أيضا إلى استخدام
طريقة التدريب الفتري في إعداد معظم الرياضيين في أنواع النشاط الرياضي المختلفة
لتنمية عناصر التحمل وكفاءة الجهاز الدوري التنفسي ، والسرعة ، القوة العضلية
باعتبار إن هذه هي من أهم عناصر اللياقة البد نية اللازمة لأي نوع من أنواع
الممارسة الرياضية على المستوى التنافسي. وتنقسم طريقة التدريب الفتري الحديث إلى
نوعين هما :
أ - التدريب الفتري منخفض الشدة .
ب- التدريب الفتري مرتفع الشدة .
ويتميز التدريب الفتري مرتفع الشدة بزيادة شدة حمل التدريب وقلة حجمه
نسبيا ، في حين يتميز التدريب الفتري منخفض الشدة بزيادة حجم حمل التدريب وقلة
شدته نسبيا.
وتهدف طريقة التدريب الفتري
بنوعية إلى تنمية التحمل الخاص بالجهاز الدوري التنفسي للاعب . وكذلك زيادة القوة
العضلية والسرعة والتوافق العضلي العصبي والتحمل العام للاعب ويتم بالتدريب الفتري
زيادة كفاءة الجهاز الدوري التنفسي للاعب عن طريق زيادة كفاءة أقصى سعة تنفسية له
وزيادة قدرة مكونات الدم على حمل الأكسجين اللازم لإنتاج الطاقة الحيوية كما تزداد
كمية ضخ الدم في الضربة القلبية الواحدة وتزداد أيضا بهذه التدريبات نسبة تفتح
الشعيرات الدموية في العضلات .
كما يؤدي التدريب الفتري إلى تنمية قدرة الفرد
الفسيولوجية على التكيف البدني المبذول وتأخر ظهور التعب لديه ( تأخر ظهور حامض
أللبنيك في الدم )
القاطرة البشرية إميل زاتوبيك البطل التشكي
وأسطورة هلسنكي عام 1952 في جري المسافات 5000 ، 1000 م ومن أوائل الأبطال الذين
استخدموا طريقة التدريب الفتري بأنواعه في الاستعداد لمنافسات ألعاب القوى .
وفترات الراحة في التدريب الفتري يجب أن
تكون قصيرة ولا تزيد عن 90 ث وبحيث لا يصل النبض أثنائها ما بين 110 – 120 نبضة في
الدقيقة ، أما أثناء المجهود فيجب أن يصل النبض ما بين 120 نبضة / دقيقة ، كحد
أدني وحتى 185 نبضة / دقيقة كحد أقصى .
والنتيجة العامة لما سبق هي زيادة كفاءة عناصر
هامة من العناصر اللياقة البد نية للاعب والتي تسبب ارتقاء في مستواه الفني
بالملاعب ، وذلك بزيادة معدلات تحمله العام والخاص . وخاصة لاعبي الجري المسافات
المتوسطة والطويلة ، وجري الماراثون واختراق الضاحية .
3-1-4
: طريقة التدريب التكراري :
وتستخدم طريقة التدريب التكراري في ألعاب
القوى لإعداد وتأهيل جري المسافات المتوسطة والطويلة وذلك لزيادة كفاءة إنتاج
الطاقة الحيوية في الجسم ويتم التدريب التكراري بأن يتخلله فترات راحة طويلة تكفي
لعودة أجهزة الجسم الفسيولوجية إلى حالتها الطبيعية الأساسية
ويصل النبض في هذا النوع من التدريب إلى 100 نبضة
/الدقيقة كحد أدنى وإلي 185 نبضة / دقيقة كحد أقصي .
ويساعد هذا النوع من التدريب في زيادة مخزون
الطاقة الحيوية في العضلات وزيادة حجم الألياف العضلية وبالتالي زيادة الطاقة
الحيوية وكذلك زيادة القوة العضلية للاعب والتي تتناسب مع طبيعة الأداء الحركي
للعدو والوثب والقفز والرمي بأنواعه المختلفة
3-1-5 : طريقة
التدريب الدائري :
وفي هذه الطريقة ينتقل اللاعب من تدريب لأخر وبعدد محدد
وفقا لاحتياجات اللاعب ودرجة لياقته البد نية
وترتب التدريبات في هذه الطريقة بأن تكون
متغيرة في النوع وعلى شكل دائري ويحدد لكل تدريب مقدار الشدة والكمية التي يجب على
اللاعب أن يقوم بها ، ويقصد بالكمية هنا عدد مرات تكرار أداء التدريب الواحد فيما
يطلق عليه الحجم ، ويتم أداء تكرار تدريبات الدائرة بعدد محدد وبزمن معين أو غير
معين أو غير معين وحتى الوصول لدرجة التعب النسبي الفسيولوجي للاعب وبدرجة تصاعدية
تناسب درجة لياقته البد نية . وتنمى هذه الطريقة من الكفاءة الوظيفية لأجهزة
اللاعبين كما تكسبهم وخاصة الناشئين منهم مهارة حركية وتوافقا عضليا عصبيا ، وقوة
عضلية وجلدا دوريا تنفسيا ومرونة مفصلية متميزة
وتعتبر طريقة التدريب الدائري شائعة
الاستخدام نسبيا في تعليم المبادئ الأساسية والتعليم عليها في المدارس ومراكز
التدريب الناشئين في الأندية والهيئات الرياضية المختلفة أكثر منها في المستويات
التدريبية والتنافسية العالية لألعاب القوى
وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك بعض الملاحظات
البيولوجية على طبيعة الأداء في رياضة الجري في ألعاب القوى الخاصة باستهلاك
الطاقة الحيوية والأكسجين والدين الأكسجين نوزعها فيما يلي .
v أثناء عدو المسافات الطويلة لا يغطي الأكسجين الممتص
احتياجات الجسم تماما
v أما عداء و المسافات الطويلة 10000م فتغطي كمية الأكسجين الممتص
حاجة الجسم بشكل كافي (تكيف كامل )
v ويرتبط هبوط الكفاءة البد نية لانخفاض معدل الحالة
الوظيفية للمراكز العصبية تحت تأثير نوع واحد( متكرر) من العمل لفترة طويلة ،
استنزاف احتياطي الطاقة وارتفاع درجة حرارة الجسم .
v يبلغ تردد القلب لدى عدائي المسافات الطويلة إلى مستوى ثابت (160
– 180 ) نبضة /دقيقة خلال 4 -5 دقائق من بداية عدو المسافة ، ويرتفع إلى 200 نبضة
/ دقيقة فقط بزيادة السرعة أثناء إنهاء السباق .
v ينمو حجم القلب (بمقادير نسبية ) بين عدائي المسافات الطويلة
(زيادة في حجم جدار عضلة القلب ) فيما يسمى بالقلب الرياضي
v تبلغ نسبة فقدان الوزن (في المتوسط ) لدى عدائي الماراثون أثناء
المسابقات 2.50 كجم ، ولدى رياضي المشي السريع 3.6 كجم أي يصل الفاقد من الوزن لدى
عدائي الماراثون نسبة إلي وزن الجسم 4.2 % في المتوسط وعند رياضي المشي السريع (50
كيلومتر ) 5.2 %
3-2 : بعض البرامج التدريبية لمتسابقى الماراثون
أولا : برنامج أسبوعي
موسم
الإعداد عن " SKY "
اليوم
|
الزمن
|
الهدف
|
المحتوي
|
السبت
الأحد
الاثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة
|
حسب المستوى
حسب المستوى
حسب المستوى
حسب المستوى
حسب المستوى
حسب المستوى
حسب المستوى
|
تنمية الجلد العام
تنمية الجلد العام
تنمية جلد الخاص
تنمية جلد الخاص
تنمية جلد العام
تنمية جلد خاص
تنمية جلد عام
|
جري مسافات طويلة 15 – 25 ميل
نصف ساعة دون راحة
صباحا : 4 -5 ميل جري ½ سرعة
مساء : تدريب فتري،2 ميل وتكرر 5 مرات،
5ق راحة مستحسنة بينية
صباحا : 6 -7 ميل جري ½ سرعة
مساء : 10 ميل كالآتي : 2ميل سريع -1ميل
متوسط 2ميل سريع وهكذا ( أسلوب تغير
السرعات )
صباحا: 6 -8 ميل جري سرعة فوق متوسطة
مساء : 10 ميل (فارتلك )
صباحا : 3 ميل جري سريع
مساء : 10 ميل كالآتي (3ميل متوسط 5ق جري سريع يتبعها 5ق جري بطئ )
جري 6 ميل سرعة أقل من المتوسطة .
جري اختراق ضاحية أو اشتراك في سباق
|
ثانيا : برنامج تدريبي أسبوعي
لموسم المنافسات عن " SKY "
اليوم
|
الزمن
|
الهدف
|
المحتوي
|
السبت
الأحد
الاثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة
|
ـــ
ـــ
ـــ
ــــ
ــــ
ــــ
ــــ
|
جلد خاص
جلد خاص
جلد خاص
جلد خاص
جلد عام
ـــ
جلد خاص
|
10 – 12 ميل سرعة منتظمة
صباحا : 4 ميل سرعة أقل من متوسطة
مساء : 200م جري وتكرار30م أو 400م جري وتكرار 14م
صباحا : 3 -5 ميل سعة منتظمة .
مساء : 8 ميل كالأتي :-
4ميل سرعة منتظمة + 2 ميل سرعة عالية + 2 ميل سرعة منتظمة )
تغير سرعات
صباحا : 6 ميل سرعة
مساء : 8 – 10 ميل يتخللها 400 م .
جري سريع
صباحا : 4 ميل جري متوسط السرعة
مساء : راحة .
راحة .
برنامج تغير سرعات حسب حالة اللاعب مسافات 400م ، 200م ، 800م
|
الخاتمة :
للوصول
إلى نتائج رياضية في المسافات الطويلة ينبغي للعداء أن يمتلك سرعة عالية في الركض
وان يكون معدا بشكل جيد من الناحية الفنية والتخصصية كما يتم تأمين سرعة الركض عن
طريق تطوير بعض الصفات مثل القوة والسرعة . ثمة نوعان من التحمل تحمل عام وتحمل
خاص فإذا كنا نفهم من معني كلمة التحمل العام إمكانية الرياضي على أداء عمل بدني
لفترة طويلة بدون أن يقلل من شدة وتيرة العمل ، فإن التحمل الخاص يعني إمكانية
العداء لركض مسافة متوسطة الطول أو طويلة وبالسرعة المعينة له وعلى طول المسافة .
إن تطوير مختلف أنواع العضلات وسرعة الحركة
بالتوافق مع تطوير التحمل العام يشكل الإعداد البدني العام للرياضي .
كما أن تطوير صفاة السرعة – القوة عن طريق
تمارين مشابهة بتركيبها وبالجهد المبذول فيها وبسرعتها للحركات الرئيسية في الركض
وبالتوافق مع الركض لمسافة مختلفة وقطعها بسرعة معينة يشكل الإعداد البدني الخاص
للعداء ويصبح الإعداد البدني الخاص ممكن فقط في حالة ما إذا كان الرياضي معدا
إعدادا عاما جيدا من الناحية البد نية .
والإعداد البدني العام والخاص هو عملية واحدة يتم
خلالها استخدام وسائل التأثير العام التي تكتسب بالتدريج صفة تخصصية أكثر بالنسبة
لعدائي المسافات الطويلة .